محمد الجريتلي
رحلت عن عالمنا اليوم الفنانة القديرة سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي، داخل منزلها في الزمالك عن عمر ناهز 93 عاما، بعدما تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الفن من خلال أعمالها المسرحية والسينمائية والتلفزيونية التي تجاوزت 170 مسرحية وأكثر من 77 عاما من النشاط الفني المستمر.
ولدت سميحة أيوب في حي شبرا بالقاهرة عام 1932، وبدأت مشوارها الفني في سن مبكرة جدا، حيث شاركت في أولى أعمالها السينمائية بفيلم “المتشردة” عام 1947 عندما كانت تبلغ 15 عاما فقط.
بعد ذلك التحقت بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي أسسه زكي طليمات، وتخرجت منه عام 1953، حيث كانت من أبرز تلاميذه.
تميزت سميحة منذ بداياتها بموهبتها الفذة وحضورها القوي على خشبة المسرح، مما أهلها لأن تصبح من أبرز نجمات المسرح القومي المصري، الذي انضمت إليه لاحقا وتولت إدارته مرتين بين عامي 1975 و1989، كما أدارت المسرح الحديث بين 1972 و1975.
لم تكن سميحة أيوب مجرد فنانة تقدم أدوارا، بل كانت رمزا للعزيمة والالتزام، حيث واجهت المرض بصبر وقوة، إذ عانت من سرطان الثدي قبل أكثر من 25 عاما، لكنها تغلبت عليه بصمت واستمرت في العمل الفني دون أن تطلب تعاطفا أو شفقة، بل كانت تبحث فقط عن خشبة المسرح ونصوص تعبر بها عن رسالتها الفنية.
على مدار مسيرتها، قدمت سميحة أيوب مجموعة ضخمة من الأعمال التي أثرت المسرح المصري والعربي، حيث كانت تتمتع بصوت قوي وحضور مهيب، استطاعت من خلالهما أن تجسد شخصيات متعددة ومعقدة، تعكس هموم المجتمع وقضاياه، لم تقتصر موهبتها على المسرح فقط، بل امتدت إلى السينما والتلفزيون، مما جعلها من أبرز الفنانات اللواتي تركن إرثا فنيا خالدا.